Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Présentation

  • : Le blog de groupeprofs
  • : من أجل تواصل فعال وايجابي لاجل مدرسة الغد الافضل
  • Contact

Recherche

Archives

Liens

13 février 2010 6 13 /02 /février /2010 07:12

تأملات في كتاب السيرة النبوية(دروس وعبر):

 الكل يتفق على أهمية دراسة السيرة  النبوية،ودورها في نشر الدعوة الإسلامية وتكوين الشخصية الإنسانية.ذلك أنها تتناول أعظم شخصية تاريخية،حاملة لرسالة عرفت الانتشار الواسع والاقتناع الكبير،واصفة لظاهرة النبوة بتجلياتها،محققة لفلسفة دينية تربط بين العلم والعمل،بين التكوين والسلوك،في مجال الأخلاق والمعاملات وكيفية تدبير شؤون الحياة...

والكل يتفق على أهمية قراءة  الد. يوسف السباعي للسيرة النبوية،والهم الدَعَوي والفكري والسياسي الذي شغل بال الباحث طول حياته،والأمانة التي حملها في تشريف اعتقاده وتثبيت دينه وسلامة أمته،خصوصا في منطقة الشرق الأوسط،بؤرة التوترات والرهانات الحاضرة والمستقبلة سياسيا وحضاريا وأمنيا...

إنما الحديث هنا عن اختيار كتاب السيرة النبوة،وجعله لفئة تلاميذية في مستوى الثانية باكلوريا،أي آخر سنة تعليمية قبل التخرج بشهادة ثانوية تؤهل للدراسة الجامعية وغيرها من الدراسات العليا.

إنما،نطرح السؤال الآتي : ما الذي نريده في تكوين هذا التلميذ أو التلميذة؟هل نريد تأطيره دعويا ليحمل أمانة الدعوة الإسلامية؟أي وظيفة للدعوة سيقوم بها هذا التلميذ ـ الطالب المستقبلي؟خصوصا وأننا نعلم الطابع الاندفاعي في تبني الأفكار الذي يكون عنده في بداية مرحلته الطلابية،بداية الاستقلال الذاتي في التفكير والاختيار والممارسة... أي تعامل سيقوم به مع معطيات الساحة السياسية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية؟أسئلة عدة يجترها التساؤل حول التلميذ الذي نريد تكوينه،حول نوعية تفاعله مع الموضوع والمحيط كذات متفاعلة معه طبعا.....

لكن، المتأمل لكتاب السيرة (دروس وعبر) يلاحظ انه موجه إلى فئة طلابية،مهمتها تأطيرية،رسالتها سياسية ودينية دعوية،سياقها الزمني والمكاني شرق أوسطي،ستيني أو سبعيني،مواجهاتها صراع مرير على كاهلها في بناء مستقبل لهذه الامة،شرعية عملها خاصة،جبهتها مباشرة مع المحتل الصهيوني...بينما هذا التلميذ الذي نكونه داخل مؤسساتنا التعليمية لا زال هشا،غير مستعد لهذا الخطاب الدعوي وهذه الرسالة السياسية والدينية.

إننا نعيش اليوم في ظروف جديدة،تطبعها عولمة جديدة،وهيمنة غربية على مسار العلاقات الدولية،واختيارات متلائمة مع هذا الوضع الجديد،وهذه الظروف المحيطة،واستفزاز للهوية والانتماء،وأزمة قيم عالمية.....

نعيش اليوم،وضعا نفسيا يحتاج لتحقيق توازنات سلوكية ملائمة ومناسبة.وضعا نفسيا داخل مؤثرات معقدة،يحتاج لانخراط واندماج في مشروع ملائم وصحي وسوي،مناسب لاختيارات المجتمع وقيمه الجديدة التي توافق عليها في بناء مشروعه التنموي والحضاري الحالي.

هكذا تكون خيارات المرحلة،تفرض خطابا مناسبا،وهو ما لا نجده في جانب العبر التي سيقت في كتاب السيرة النبوية.فالدروس في الكتاب مختصرة ومركزة ومنتقاة،لتخدم تلك العبر،أو ربما العبر هي الخلفية الفكرية الغير المباشرة في تحرير الدروس في السيرة النبوية في هذا الكتاب.

نريد بهذه الملاحظات،لفت الاهتمام إلى طبيعة الشخصية التلاميذية، وما تحتاج من دروس من السيرة النبوية نفسيا وأخلاقيا وسلوكيا وتعليميا،ما يجب أن تلقح به كدواء لأنواع داء العصر الحديث بشكل مناسب متوازن ومفيد. ولكل عصر داؤه ودواؤه في هذا المجال.

إن العبر الموجودة في الكتاب،تشحن أكثر مما تكون، ينفلت المتأثر بها إلى إعطاء شرعية للتطرف في الموقف والسلوك،تخدم الجانب السياسي الدعوي أكثر مما تخدم الجانب التربوي والسلوكي...

لذا، وحبذا لو أن الدارسين والمختصين،انتقوا داخل موائد اشتغال وأوراش السيرة النبوية،ما يناسب المستوى العمري للتلامذة،والتكوين الضروري لشخصيتهم المعاصرة والمواكبة. ما يناسب كذلك الحصة الزمنية المخصصة،وطريقة التعليم المعتمدة،وطبيعة الشخصية التلاميذية،وطبيعة المرحلة التاريخية،والأسلوب الحضاري الجديد في التكوين والتربية،وجدولة الدروس والعبر يضعها المختصون،ويؤلفون بها ويتوافقون عليها.... لنكن مبدعين لما يناسب عصرنا،بدل الاتكال على إبداع ناسب أجيالا سابقة،أو ناسب خطابا سياسيا ودعويا معينا...

وتبقى التأملات مفتوحة،مرتقبة،منتظرة،ومنادية بإعادة النظر في اختيار الكتاب ووظيفته،مع كل الاحترام لصاحبه ولقيمته العلمية والتاريخية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Partager cet article
Repost0

commentaires